ماذا يعني ركود عام 2023 لقطاع الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة؟ هل سيكون بيئة مناسبة لتطور ونمو الذكاء الاصطناعي هذا ما سوف نعرفه في هذا المقال.

 قالت دانا بيترسون كبيرة الاقتصاديين في لقاء لها لشبكة سي إن بي سي أن 98٪ من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع يستعدون للركود وهذه النسبة شاهدت ارتفاعًا حيث كانت 95٪ في وقت سابق من هذا العام.

كيف سيؤثر ذلك على مستخدمي الذكاء الاصطناعي والموردين الذين يوفرون أدوات وخبرات الذكاء الاصطناعي؟

فيما يلي ست طرق مهمة يمكن أن يؤثر بها الركود على القطاع الذكي

أولاً: الاستخدام المحدد المُعرّف بشكل جيد سيقود اللعبة وقت الكساد

قد يكون للركود تأثير سلبي على القوى العاملة للذكاء الاصطناعي على المدى القصير لكن. هناك بعض الحالات المحددة الاستخدام ستشهد نموًا واعتمادًا بشكل أسرع في مجال صناعة الذكاء الاصطناعي سوف نشهد تركيزًا أضيق على الحلول التي تُظهر قيمة سريعة وملموسة ضمن حالات تم تعريفها بشكل جيد ويسهل استخدامها من قبل المستخدمين غير الخبراء، في الوقت نفسه سوف نشهد تراجعًا في الحلول التي تكون قيمتها غير واضحة,  أو حالة الاستخدام لم يتم تحديدها جيدًا بعد مثلا: صحة الآلة أو الصيانة التنبئية هي مثال جيد على حالة استخدام محددة جيدًا.

مثال أخر: يؤدي الجمع بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء إلى تحسينات تشغيلية سريعة ودراماتيكية ولا يتطلب أي تغيير كبير في سلوك المستخدم من أجل اعتماده على نطاق واسع.

 ثانيًا: الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل ستجني الفوائد

إذا كان كوفيد يمثل أي مؤشر فسيكون هناك سيناريوان لاستخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي أثناء الركود وفقًا لما ذكره واين باترفيلد الشريك في (أي إس جي أوتوميشن) وهي وحدة تابعة لأبحاث التكنولوجيا العالمية وشركة الاستشارات (أي إس جي) حيث أوضح “أن الأشخاص الذين يمتلكون بالفعل ذكاء اصطناعي سوف يستمرون في جني فوائد استثماراتهم السابقة في الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على التوسع في توفير النفقات أثناء استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة العملاء والموظفين، واكتساب ميزة تنافسية وتنمية خطهم للقمة، أما أولئك الذين لم يفعلوا من ناحية أخرى فسيواصلون السير بحذر لذا الآن ما لم يحقق الذكاء الاصطناعي نتائج بالفعل، فسوف يتطلب الأمر مديرًا تَنْفِيذِيًّا شجاعًا لمضاعفته بدلاً من ذلك سوف يلجأ المديرون التنفيذيون إلى طرق أخرى مجربة وحقيقية لخفض التكاليف”.

ثالثًا: سوف يتسارع اعتماد التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي

وفقًا لنعوم فاين رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة الاتصالات(فوناج): إن الركود العالمي هو عامل تسريع لاعتماد التقنيات الجديدة حيث قال: “تكتسب الشركات ثقة وإثارة جديدة بشأن الذكاء الاصطناعي، وتحديداً الذكاء الاصطناعي للمحادثات، من خلال خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة المبنية على مجموعات البيانات الكبيرة سيؤدي ذلك إلى وجود مستطلعين ومرشدين واستعداد لتجربة حلول جديدة كطريقة لإدارة الوضع الاقتصادي الجديد بشكل أفضل”.

وقال: “أعتقد أننا سنخرج من عام 2023 بتقنيات جديدة مطبقة واستثمارات جديدة في القوى العاملة لدعم مثل هذه التقنيات، وبخط أعمال سريع النمو قائم على الذكاء الاصطناعي للشركات في الفضاء مع اقترابنا من عام 2024 ومع المزيد من النجاحات في هذا المجال، سيتم تحويل موارد الموظفين لتعليم الموظفين وتدريبهم للتعامل مع هذه الخدمات الجديدة وإدارته”.

 رابعًا: يُمكن إجبار المنظمات على الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أكثر من أي وقت مضى

على عكس ما قد يعتقده المرء فإن الركود في عام 2023 قد يجبر المنظمات على الاعتماد على التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى مما يؤدي إلى التوسع السريع في مشهد الذكاء الاصطناعي، كما يتوقع (ديفيد رايسبور) كبير مسؤولي التكنولوجيا والمنتج في شركة خدمات الأمن السيبراني(ميميكاست).

 حيث قال: “مع احتمال وجود فرق ضعيفة الموارد تقاتل بالفعل من أجل وجودها وإظهار موهبتها من المرجح أن تبحث الشركات في تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي لجمع كل العمليات الحرجة  “للأعمال الخاصة بهم   بما في ذلك قيادة الحماية الإلكترونية (الأمن السيبراني)”.

 خامسًا: ستصبح تكلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي موضع تركيز

في الوقت الحالي يعد الذكاء الاصطناعي مكلفًا للغاية ويستهلك كميات هائلة من الطاقة وفقا للدكتور فيشال الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة برمجيات الأنظمة(فياناي)

للاستعداد للركود المحتمل تحتاج المنظمات إلى السعي لخفض التكلفة وتحسين تسريع أداء الذكاء الاصطناعي من خلال “العديد من الطلبات الضخمة عندها فقط كما أوضح يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح فعالًا حقًا ويدخل في حياتنا اليومية

قال أيضا: إن أحد أفضل الأماكن لبدء المؤسسات والموردين هو النظر إلى الأدوات اللازمة لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي  “يجب على القادة فحص مجموعة التقنيات الخاصة بهم وتحديد الأنظمة الأساسية التي تقدم أفضل عائد على الاستثمار وكيف يدعمون عمل الموظف بمساعدة الذكاء الاصطناعي وأضاف أن تنظيم هذه الأدوات سيعود بالفائدة على الشركات التي تقوم بتخفيضات في  الميزانية وقال: “إنها تقلل التكلفة الإجمالية للبنية التحتية في ظل اقتصاد مضطرب”.

 سادسًا: تستثمر الشركات في مشاريع الذكاء الاصطناعي ذات الأثر المباشر على الإيرادات

 في حالة حدوث ركودا في عام 2023 ومن أجل تعظيم أرباحها النهائية قال بلامين مينيف المدير الفني للذكاء الاصطناعي والسحابة في شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات(كوانتم)

ستكون الشركات أكثر ميلًا للاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي التي لها تأثير مباشر على توليد الإيرادات بدلاً من المخاطرة بالاستثمار في الأبحاث الأساسية طويلة الأجل

وقال أيضًا: “سيؤدي هذا إلى إعادة الهيكلة وتقليص عدد الموظفين وهو ما نشهده بالفعل أضاف أنه في الوقت نفسه ستدرك الشركات إمكانات الذكاء الاصطناعي وتستفيد من فوائده مشيرًا إلى أنه في العامين الماضيين تطورت تقنية الذكاء الاصطناعي بسرعة وأصبحت أكثر سهولة في الوصول إليها وعملية من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تصميم البرامج وتطويرها، وإدارة مراجعة المستندات والتشخيص الطبي واكتشاف الأدوية “يمكن للموظفين المحترفين زيادة إنتاجيتهم بشكل غير مسبوق”.

الخلاصة

يُعتبر الذكاء الاصطناعي من بين أكثر التقنيات تقدمًا وتطورًا في العصر الرقمي، ومع تداعيات الركود الاقتصادي الذي من المحتمل أن يشهده العالم حاليًا، يمكن أن يتأثر هذا القطاع بشكل كبير. قد تواجه صناعة الذكاء الاصطناعي تحديات عديدة، ومنها قلة التمويل والتحولات في الطلب والعرض، ولكنها قادرة على التكيف والتعاون مع الجهات المعنية للتغلب على هذه التحديات وتحقيق النجاح والنمو في المستقبل.

قم بزيارة موقعنا للحصول على مدونات أكثر إثارة حول أحدث التقنيات الذكية ولتتعرف على المزيد عن حلولنا الرقمية