بلمحة من الماضي القريب، كانت شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل “فيس بوك، أمازون، آبل، نتفلكس، وجوجل”، تحكم عرش الابتكار في سوق التكنولوجيا الأمريكية، حيث كانت أسهمها تتصدر أداء السوق بفارق كبير. ولكن اليوم، يشهد السيناريو تحولًا جذريًا. انسحبت نتفلكس لتمهيد الطريق لظهور السبعة الكبار، الذين يحكمون الساحة بفخر، ممثلين في ميتا وأمازون وآبل، بالإضافة إلى انفديا وتسلا ومايكروسوفت. وفي غضون عام واحد فقط، ارتفعت قيمتهم الإجمالية بنسبة 74% خلال عام 2023، مما جعل الولايات المتحدة تسيطر بشكل مهيمن على الساحة.
كانت فيس بوك، أمازون، آبل، نتفلكس، وجوجل وألفابت هي أسهم التكنولوجيا الأفضل أداءً في السوق، والآن يشهد الساحة تحولًا في المشهد الاستثماري. انسحبت شركة نتفلكس، وظهرت سبع شركات تسيطر الآن على السوق. وتمثل شركات ألفابت وآبل وأمازون وميتا، بالإضافة إلى مايكروسوفت وتسلا وانفديا مثلو 17.2% من مؤشر إم إس سي أي، وهو مقياس يُستخدم لتتبع أداء السوق العالمية. تبلغ القيمة السوقية لشركة آبل، والتي تُعد أكبر شركة في العالم، 2.97 تريليون دولار، متفوقة بذلك على سوق الأسهم الأمريكية بأكملها.
أكبر سبع شركات التكنولوجيا لعام 2023
انفديا
جزء كبير من هذ الطفرة الهائلة هو الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح سائدًا في عام 2023 مع الإصدارات الكبيرة من أوبن آي أي وجوجل ومايكروسوفت.
ومع ذلك، كانت هناك شركة واحدة استفادت أكثر من غيرها من هذه الطفرة الكبيرة في الذكاء الاصطناعي وهي شركة انفديا لقد ساعدتهم براعة انفديا في استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي، المطلوبة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، في جني الأموال.
حيث ارتفعت أسهم انفديا بنسبة تصل إلى 196 بالمائة بحلول سبتمبر ووصلت قيمتها السوقية إلى 1 تريليون دولار. علاوة على ذلك، لا تزال الشركة تمتلك أكثر من 80 بالمائة من سوق وحدات معالجة الرسومات السرية، متفوقة على كل من (إنتل , و اية أم دي) نمت أعمال مراكز البيانات الخاصة بالشركة والتي تغذيها الطلبات من أكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا من 300 مليون دولار في الإيرادات السنوية إلى 15 مليار دولار في عام 2023
تسلا
شهدت شركة تسلا ارتفاعًا في سعر سهمها بنسبة 158%، مما أدى إلى ترسيخ مكانتها كمنتج رائد للسيارات الكهربائية. ومع تحرك الصناعة ببطء للتخلص التدريجي من محركات الديزل والبنزين، ستكون شركة تسلا هي المستفيد الأكبر، حيث لعبت دورًا كبيرًا في إنشاء هذا السوق.
ميتا
شهدت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، زيادة في أسهمها في الأشهر الستة الأولى إلى 129.29 بالمئة لقد أشارت ميتا بالفعل إلى نيتها في استخدام الذكاء الاصطناعي مع نماذج مثل Llama 2.
ومن المتوقع أن تلعب دورًا كبيرًا في دفعة الواقع الافتراضي القادم، على الرغم من أن الواقع الافتراضي ليس سائدًا، فقد نجح في دخول المزيد من المنازل في عام 2023، ولا توجد علامات على توقف ذلك في عام 2024
ألفابت
على الرغم من النكسات المبكرة في عروض الذكاء الاصطناعي التوليدية، ظلت القيمة السوقية لشركة الفابت قوية، مع عرض جديد في جيميني الذي من المقرر أن يكون في عام 2024 , إذا كان النموذج الجديد يتنافس بشكل إيجابي مع جي بي تي 4 من أوبن آي أي فقد يكون ذلك بمثابة دفعة جديدة للشركة لا تزال شركة الفابت تمتلك أكثر من 80% من حصة السوق في محركات البحث، إلى جانب النمو المربح في الخدمات الجماعية وأرقام العضوية القوية من منصات مثل يوتيوب. بشكل عام، تمتلك الشركة تسع منصات شعبية تضم أكثر من مليار مستخدم ولا تزال الشركة تمتلك حصة سوقية تبلغ 25 بالمائة في سوق الإعلانات الرقمية، وحققت مكاسب في الإيرادات بنسبة 11 بالمائة على أساس سنوي متجاوزة توقعات المحللين.
مايكروسوفت
يمكن القول إن شركة مايكروسوفت هي الشركة الأكثر نفوذاً في مجال الذكاء الاصطناعي، والمتحالفة بشكل وثيق مع أوبن آي أي، وتراهن مايكروسوفت بشكل كبير على الشركة ومؤسسها سام ألتمان حيث ارتفعت أسهم مايكروسوفت إلى مستوى قياسي عندما تم الإعلان عن انضمام ألتمان إلى الشركة أوبن آي أي مجددًا، خلال الاضطرابات القصيرة في هذا العام.
حتى لو لم يكن الأمر كذلك، مع انضمام ألتمان إلى أوبن آي أي مرة أخرى، فإن مصير مايكروسوفت مرتبط الآن بتطورات الذكاء الاصطناعي التي تحققها أوبن آي أي.
2023 حققت مايكروسوفت إيرادات قياسية بلغت 211 مليار دولار وأكثر من 88 مليار دولار من الدخل التشغيلي للسنة المالية.
آبل
أغلقت القيمة السوقية لشركة آبل عند ما يقرب من 3 تريليون دولار هذا العام، وهو أعلى مستوى على الإطلاق للشركة. وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 48 بالمئة هذا العام. في العام المقبل، من المقرر أن تدخل شركة التكنولوجيا العملاقة في عالم الواقع الافتراضي والواقع المعزز مع (فيرجن برو) سماعة الرأس التي أعلنت عنها هذا العام.
أمازون
أغلقت أمازون بقيمة سوقية بلغت 1.59 تريليون دولار، مما أدى إلى زيادة قيمة أسهمها بنسبة 76.87 بالمائة في عام واحد. وتظل أعمالها الأساسية هي التوصيل، ووفقًا للتوقعات الداخلية التي اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال، فإنها ستقوم بتسليم ما يقدر بنحو 5.9 مليار طرد في الولايات المتحدة وحدها.
الخلاصة
في نهاية عام 2023، يتجسد الذكاء الاصطناعي كلاعب أساسي ومحور للابتكار في عالم التكنولوجيا. لقد شهدنا تحوّلًا هائلًا حيث أصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية ناشئة، بل غزا كل جانب من حياتنا. اندمجت تلك التقنيات الذكية على هواتفنا، وفي أنظمة التشغيل لدينا، وأصبحت جزءًا حيويًّا في سير عمل المؤسسات الكبيرة.
مع ذلك، يبرز تأثير بعض الشركات بشكل خاص. شهدنا كيف استفادت “انفديا” ببراعة من هذه الثورة، حيث جعلت رقائق الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها محرّكًا أساسيًّا للإيرادات وتحقيق أرباح هائلة. وفي ظل تقدم “تسلا” في مجال السيارات الكهربائية، أصبحت الرائدة والمستفيدة الأساسية من التحول العالمي نحو الاستخدام المتزايد للمركبات الكهربائية.
في مشهد التكنولوجيا الاجتماعية، تبرز “ميتا” بطموحها في دمج الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في تجارب المستخدم. على الرغم من أن الواقع الافتراضي لا يزال في مرحلة نمو، إلا أن توقعات الشركة تتجاوز مجرد مشاهدة الاتجاه الحالي، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في دفعة الابتكارات المستقبلية في النهاية، يظل لدى كل من “الشركات السبع الكبار”، بما في ذلك “مايكروسوفت” بتحالفها القوي مع “أوبن آي أي”، دورها البارز في تقديم الحلول الذكية والمتقدمة. مع إيرادات قياسية وتفوق في مجالات متنوعة، يبدو أن هذا السيناريو سيستمر في تحديد وجه التكنولوجيا والابتكار في السنوات القادم.
