في العقود الأخيرة، شهدنا تطورات مذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، مرورًا بالذكاء الاصطناعي المحدود، وصولاً إلى الأحلام الكبرى لتحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق، فلقد تغلغلت هذه التقنية في كافة مناحي حياتنا، من الأجهزة المنزلية إلى الأنظمة المعقدة في الصناعة والبحث العلمي، فتحت آفاق جديدة في مجالات مثل تعلم الآلة والتحليل البياني إن التطور الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات القليلة الماضية يكشف لنا أنه يمكننا تصنيف الذكاء الاصطناعي على حسب الذكاء، سنرى قريباً أن هناك ثلاثة أنواع من الذكاء الاصطناعي وهم: ذكاء اصطناعي ضيق وعام وفائق.

إذا كنت تجادل ضد الذكاء الاصطناعي، فأنت تجادل ضد السيارات الأكثر أمانًا التي لن تتعرض للحوادث … أنا فقط لا أرى كيف بضمير حي يُمكن لبعض الناس القيام بذلك “. – زوكربيرغ 

الذكاء الاصطناعي المحدود (الضيق): البدايات المتخصصة
“ANI”

هو الشكل الأكثر انتشارًا للذكاء الاصطناعي اليوم. يتميز بقدرته على أداء مهام محددة بكفاءة عالية، مثل التعرف على الصوت، التحليل اللغوي، أو حتى قيادة السيارات الذاتية. يعتمد الذكاء الاصطناعي الضيق على البيانات الضخمة والخوارزميات المتطورة لتحقيق مستويات دقة عالية في مجالاته وهو ما نطلق عليه بالمختصر” الذكاء الاصطناعي” حيث إن هذا هو الاسم السائد له، إنه الطريقة التي تصنف بها جوجل الصفحات وتعرف أمازون ما نُحبه عندما يتم عزل قدرة الذكاء الاصطناعي فقط على محاكاة الذكاء البشري أو السلوك البشري بحيث يكون في نطاق ضيق من المعلمات والسياقات يُطلق عليه اسم الذكاء الاصطناعي الضيق فهو علم يدرس طرقاً لبناء برامج وآلات ذكية يُمكن أن تحل المشكلات بشكل إبداعي والتي اعتبرت من خصائص الإنسان.

من المهم أن تضع في اعتبارك أننا نتحدث عن ذكاء ضيق، وليس ذكاء منخفض، الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه جوجل لتصنيف الصفحات ليس غبيا، أنها تقنية متطورة تبلغ قيمته بالمليارات لكنها لا تستطيع أن تفعل أكثر من ترتيب الصفحات على سبيل المثال لا يمكنها كتابة رمز شيء، هذا لا يستطيع فعلة سوي برنامج برمجة، إذن هي تقنية ذكاء اصطناعي محدودة أو ضيقة ويُعتبر مجموعة فرعية من الذكاء الاصطناعي العام.

أمثلة وحالات استخدام

تطوير “سيري” من “آبل”

Siri من Apple

تعتبر “سيري” مثالًا متقدما للذكاء الاصطناعي المحدود، حيث تستخدم تحليل اللغة الطبيعية لفهم الأوامر والاستجابة لها

نظام “تسلا” للقيادة الذاتية:

 استخدمت “تسلا” الذكاء الاصطناعي لتطوير نظام قيادة ذاتي يعتمد على البيانات الضخمة وتحليل الصور

ترجمة جوجل
تطبيق الترجمة هذا يستخدم الذكاء الاصطناعي الضيق لتقديم ترجمات دقيقة وسريعة بين لغات متعددة

الذكاء الاصطناعي العام: الخطوة التالية
AGI

عبارة عن أجهزة الحاسوب التي تشبه الإنسان في استراتيجياتها وقدراتها ولذلك تستطيع تميزه.

 الذكاء الاصطناعي العام يعتبر الهدف الطموح للبحث في مجال الذكاء الاصطناعي، يهدف الذكاء الاصطناعي العام إلى تطوير أنظمة قادرة على أداء أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، وذلك بفهم وتعلم العمليات المعقدة بشكل مستقل. هذا المستوى من الذكاء لا يزال في مراحله النظرية والبحثية الأولية

عندما يتعذر عليك تمييز الفرق بين قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الذكاء البشري وقدرة الإنسان نفسه هنا القدرة متساوية بين البشر والبرامج والآلات الذكية هذا ما يطلق عليه الذكاء الاصطناعي العام المعروف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي القوي أو الذكاء الاصطناعي العميق

حالياً أجهزة الحاسوب وخوارزميات اليوم جيدة بشكل غير عادي في إنشاء المحتوي وإرشادات العلوم، ولكنهم ليسوا في استطاعتهم تقرير المصير وماذا عليهم أن يفعلوا في المرة القادمة وأيضا لا يستطيعوا معرفة ما هم.

أمثلة وحالات استخدام

تصفية البريد الإلكتروني: تطبيقات التعلم الآلي في تصفية البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه (السبام)

التنبؤات المالية: استخدام خوارزميات التعلم الآلي في التنبؤ بالتحولات السوقية واتخاذ القرارات المالية

“شات جي بي تي”: هو برنامج ذكاء اصطناعي إذا تم سؤاله ما هو سوف يرد عليك ويقول إنه حاسوب، ولكن لن يمنحك أساسا فلسفياً لوجوده وما هو الغرض منه وكيف يحدد إلى أين يذهب

 الذكاء الاصطناعي الفائق: رؤية المستقبل
ASI

عندما لا يحاكي الذكاء الاصطناعي الذكاء أو السلوك البشري، ولكنه يتفوق عليه يُطلق عليه الذكاء الاصطناعي الخارق وهذا شيء لا مكننا إلا التكهن به الذكاء الاصطناعي الفائق يمثل الطور النهائي والأكثر تقدمًا في مسيرة تطور الذكاء الاصطناعي، يتجاوز الذكاء الاصطناعي الفائق قدرات الذكاء البشري في كل المجالات، مما يفتح الباب أمام إمكانيات وتحديات جديدة يمكن أن يساهم في حل مشكلات معقدة مثل التغير المناخي، أو إدارة الأنظمة الاقتصادية الكبرى، ولكنه يطرح أيضًا أسئلة أخلاقية وفلسفية مهمة.

سيتفوق على كل البشر في كل شيء: الرياضيات وكتابة الكتب والهوايات ووصف الأدوية وأكثر من ذلك بكثير، لكن هل هذا ممكن؟

داخل المجتمع يعتقد المتفائلون أنه في غضون 10 سنوات سيكون لدينا أجهزة ذكاء اصطناعي عام، ولكن المتشائمين يعتقدون أن الأمر سيكون أطول قليلا أي انه في غضون 15 عامًا من الآن سوف يكن لدينا أجهزة حاسوب لديها شعور بتقرير المصير وهذا سوف يكون له قيمة كبيرة لاكتشاف العقاقير – تغيير المناخ – علوم المواد – جعل العالم أكثر كفاءة.

أمثلة وحالات استخدام
DeepMind from AlphaGo

“ديب مايند” التابعة لشركة “ألفا جو” والذي فاز في اللعبة التقليدية للذكاء الاصطناعي “جو” ضد بطل العالم

Watson from IBM

“واتسون” من “أي بي إم” والذي استخدم في تشخيص الأمراض وتوجيه العلاج في مجال الرعاية الصحية

الخلاصة

تعد مسيرة تطور الذكاء الاصطناعي من الذكاء الاصطناعي المحدود الى الذكاء الاصطناعي الفائق رحلة مذهلة من التقدم التكنولوجي. الطريق نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام والذكاء الاصطناعي الفائق مليء بالتحديات. منها التحديات الأخلاقية ومنها الأمنية. يتطلب الأمر توازنًا بين التطور التكنولوجي والمسؤولية الأخلاقية، إلى جانب وضع ضوابط لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات مع كل خطوة جديدة، نقترب أكثر من فهم أعمق لإمكانيات هذه التكنولوجيا وتأثيرها على مستقبل البشرية.

انضم إلى أون باسيف اليوم وكن جزءًا من منصتنا المبتكرة التي تقدم لك فرصًا غير محدودة للاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الآمن. اجعل مستقبلك مشرقًا معنا وابدأ اليوم رحلتك نحو التفوق والنجاح